عندما يعثر الصحفي المصري “حسام” على وثيقة قديمة في أحد أزقة القاهرة، لا يدرك أنه قد فتح بابًا لعالم من الرعب والسحر الأسود. تقوده رحلته إلى مراكش، حيث يواجه الأرملة الغامضة وساحرًا شريرًا ينتمي إلى سلالة قديمة تمارس السحر الأسود. بين الحقيقة والوهم، يجد حسام نفسه في صراع مميت داخل كهف مهجور في جبال الأطلس، حيث يواجه قوة شريرة تهدد بتحويل البشر إلى أدوات للكراهية.
## **الفصل الأول: الوثيقة الملعونة**
في أحد أحياء القاهرة الشعبية، كانت الأزقة الضيقة مزدحمة بالحياة كعادتها. حسام، الصحفي الاستقصائي المعروف بفضوله اللامحدود، كان يسير وسط الحي القديم بحثًا عن قصة جديدة تثير اهتمام القراء. لم يكن يعلم أن ما سيجده هذا اليوم سيغير حياته للأبد.
كان الجو مشحونًا برائحة القهوة والتوابل، عندما توقف حسام أمام مكتبة قديمة تحمل لافتة مهترئة كُتب عليها **”مخطوطات الشرق”**. دخل ليلقي نظرة، فوجد الشيخ طارق، صاحب المكتبة، يجلس خلف طاولة خشبية قديمة يقرأ في كتاب أصفر الأوراق.
“مرحبا، شيخ طارق، هل لديك شيء مثير لي اليوم؟” سأل حسام بابتسامة.
نظر إليه الشيخ بعينين مليئتين بالحكمة والغموض، ثم دفع نحوه لفافة ورقية قديمة. “هذه الوثيقة وجدت في منزل مهجور. لا أحد يعرف مصدرها، لكن هناك شائعات تقول إنها مرتبطة بالسحر الأسود.”
فتح حسام اللفافة بحذر، فرأى رموزًا غريبة ونصوصًا مكتوبة بلغة قديمة، لكن أكثر ما لفت انتباهه كان عنوان مخيف: **”تعويذة الكراهية”**.
لم يكن يؤمن بالسحر، لكنه لم يستطع تجاهل الفضول الذي تسلل إلى عقله. قرر البحث عن أصل الوثيقة، وقادته رحلته إلى مكان لم يكن يتخيله أبدًا: المغرب، وتحديدًا مراكش، حيث تنتظره الأرملة الغامضة.
## **الفصل الثاني: الأرملة الغامضة**
وصل حسام إلى مراكش بعد أيام من البحث المضني عن أي خيط قد يقوده إلى حقيقة الوثيقة. قادته المعلومات إلى زقاق ضيق في المدينة القديمة، حيث أخبره أحد السكان عن امرأة تُدعى **”أمينة”**، معروفة بمعرفتها الواسعة في أمور السحر والتعويذات.
كان المنزل الذي وصل إليه يبدو كأنه خرج من كتب الأساطير، بجدرانه الحجرية المزخرفة، والشموع التي تضيء المدخل الخشبي. طرق الباب بحذر، ففتحته امرأة ترتدي عباءة سوداء، وعيناها تحملان بريقًا غريبًا.
“أنت الصحفي المصري؟” سألت بصوت خافت.
أومأ برأسه، ومدّ يده بالوثيقة، “وجدت هذه في القاهرة. قيل لي إنك قد تعرفين معناها.”
تناولت أمينة الوثيقة، وعندما نظرت إليها، تغيرت ملامح وجهها. “هذه ليست مجرد تعويذة، إنها لعنة حقيقية. من يستخدمها، يزرع الكراهية في قلب من يشاء، ويحوّله إلى وحش لا يعرف الرحمة.”
تردد حسام لوهلة، ثم سألها: “ومن كتبها؟”
تنهدت أمينة، ثم همست: “رجل يدعى **إلياس السوداني**، آخر السحرة السود في المغرب. يقال إنه يعيش في كهف مهجور وسط جبال الأطلس، حيث يمارس طقوسه المظلمة.”
## **الفصل الثالث: كهف الظلام**
لم يكن لدى حسام خيار سوى مواجهة هذا الساحر وكشف الحقيقة. انطلق مع أمينة إلى الجبال، حيث كان الكهف ينتظرهم وسط الظلام والصخور الحادة. كانت الرياح تعصف من حولهم كأنها تهمس بأسرار قديمة.
عندما دخلوا الكهف، وجدوا جدرانه مليئة بالنقوش الشيطانية، وفي وسطه وقف رجل طويل القامة، يرتدي رداءً أسود، وعيناه تلمعان بوميض أحمر مخيف.
“لقد كنتُ أنتظرك، أيها الصحفي الفضولي.” قال إلياس بصوت رخيم.
تراجع حسام خطوة إلى الوراء، لكنه تمسك بشجاعته. “ماذا تريد بهذه التعويذة؟ لماذا تنشر الكراهية بين البشر؟”
ضحك الساحر بصوت هادر، ثم أشار إلى كتاب ضخم أمامه. “الكراهية هي القوة الحقيقية، من يملكها يسيطر على النفوس. أما أنت، فقد جئت إلى هنا لتصبح جزءًا من لعنتي.”
في لحظة، بدأ الكهف يهتز، وظهرت أشباح سوداء تحوم حول حسام وأمينة. شعر الصحفي ببرودة تسري في جسده، لكن أمينة لم تكن خائفة. أخرجت كيسًا صغيرًا مليئًا بمسحوق غامض، وألقت به في الهواء وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة.
صرخ إلياس بغضب، وبدأ جسده يتراجع إلى الظلام. كانت قوة التعويذة التي استخدمتها أمينة أقوى من سحره. ومع صرخة مدوية، تلاشى الساحر في العدم، وعاد الكهف إلى هدوئه المرعب.
## **الفصل الرابع: الثمن الباهظ**
بعد انتهاء المواجهة، نظر حسام إلى أمينة وسألها: “كيف عرفت كيف تهزمينه؟”
نظرت إليه بحزن. “لأنني كنت ضحية له في الماضي. كنتُ أداة في يده لنشر الكراهية، حتى أدركت الحقيقة. لكن الثمن كان غاليًا…”
لاحظ حسام أن يديها كانتا تتحولان إلى رماد ببطء. “ماذا يحدث لك؟!”
ابتسمت أمينة ابتسامة حزينة. “كل من يواجه السحر الأسود يدفع الثمن. لقد استخدمت قوة قديمة لإنقاذك، والآن جاء دوري للرحيل.”
اختفت أمينة بين نسمات الهواء، تاركة حسام وحيدًا في الكهف، يحمل معه الحقيقة… واللعنة.
## **الخاتمة: الحقيقة المظلمة**
عاد حسام إلى القاهرة، لكنه لم يكن كما كان. أصبح يرى العالم بعيون مختلفة، ويدرك أن الشر ليس مجرد أسطورة، بل قوة حقيقية تتحرك في الظلام، تنتظر من يفتح الباب لها.
لم ينشر قصته، لأن بعض الحقائق يجب أن تبقى مدفونة، وإلا فإن الشر سيجد طريقه مرة أخرى إلى هذا العالم.