(تنويه: هذه القصة محض خيال، ولا تمتّ للواقع بصلة، فهي من نسج خيال الكاتب مستوحاة من الحكايات الشعبية والأساطير المتداولة.)
المقدمة
في قلب مدينة قنا، خلف مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي، يقبع بئر العافية، ذاك البئر الغامض الذي تتردد حوله الحكايات، بين من يقول إنه منبعٌ للبركة والشفاء، ومن يهمس بأن أسرارًا مظلمة تختبئ في أعماقه. على مر العقود، بقي البئر لغزًا، والماء المتدفق منه يثير التساؤلات… هل هو نابع من مصدر طبيعي، أم أن هناك قوى خفية تحرسه؟
الفصل الأول: بداية المغامرة
كان حسن، طالب الآثار في جامعة جنوب الوادي، مولعًا بالأساطير المصرية. لم يكن يؤمن بالخرافات، لكنه كان شغوفًا بالبحث عن حقيقتها. في إحدى ليالي الشتاء الباردة، وبينما كان جالسًا مع صديقه عماد في مقهى قديم يطل على المسجد، بدأ الحديث عن البئر.
حسن (بفضول): سمعت إن البئر ده محدش يعرف مصدر ميته لحد دلوقتي، وإنه بيشفي الأمراض!
عماد (ساخرًا): وكمان في ناس بتقول إن اللي يحاول يغرف ميته من غير ما يستأذن الشيخ، بيشوف حاجات مش طبيعية!
حسن (مبتسمًا): خرافات، أنا هروح بنفسي وأثبتلك إن ده مجرد كلام فاضي.
رغم تحذيرات عماد، قرر حسن أن يذهب إلى البئر في منتصف الليل، معتقدًا أن كل هذه القصص ما هي إلا مجرد مبالغات شعبية.
الفصل الثاني: البئر الملعون
في تمام الثانية بعد منتصف الليل، وصل حسن إلى البئر، حاملاً معه كشافًا صغيرًا وكاميرا لتوثيق رحلته. وقف أمامه يتأمل المياه السوداء المتلألئة تحت ضوء القمر، وشعر بقشعريرة تسري في جسده.
حسن (يتمتم لنفسه): مجرد مياه، لا شيء خارق هنا!
مد يده ليغرف قليلاً من الماء، لكنه سمع صوتًا خافتًا يهمس باسمه…
استدار فجأة، ولم يجد أحدًا. ابتلع ريقه بصعوبة، لكنه رفض التراجع. حمل كاميرته وبدأ بتصوير المكان. فجأة، لمح انعكاسًا غريبًا في الماء. صورة لرجل يرتدي ملابس قديمة، بعيون سوداء عميقة، ينظر إليه من داخل البئر!
حسن (متلعثمًا): مين هناك؟!
لم يكن هناك إجابة، لكن الرياح بدأت تدور حوله، والماء في البئر بدأ يتحرك كأنه يغلي! التقط حسن الكاميرا وبدأ في الجري، لكنه شعر بشيء يمسك بساقه. التفت مذعورًا ليجد يدًا تخرج من الماء، بيضاء شاحبة، تمسكه بقوة!
الفصل الثالث: العودة بالسر
بعد صراع محموم، تمكن حسن من الإفلات والجري باتجاه المسجد، حيث وجد الشيخ عبد الحميد، أحد كبار السن الذين يعرفون أسرار البئر.
الشيخ (بقلق): أنت لمست الميّة؟!
حسن (يلهث): كنت عاوز أفهم بس… لقيت حد جوه البئر!
الشيخ (يهمس بجدية): مش حد… ده حارس البئر.
جلس حسن ليستمع إلى القصة التي أخفاها الكثيرون… عن رجل يدعى الشيخ فرج، الذي كان يحرس البئر منذ مئات السنين، وقيل إنه اختفى داخله بعد أن أقسم ألا يغادره حتى “تتحقق النبوءة”.
حسن (مرتبكًا): إيه النبوءة؟
الشيخ (بصوت منخفض): أن يظهر شابٌ، في ليلة شتوية، ليكشف السر… وحينها، لن يخرج من هنا أبدًا.
تسارعت دقات قلب حسن، فقد فهم أن النبوءة تتحدث عنه!
الفصل الرابع: الهروب من اللعنة
حاول حسن أن يقنع نفسه أن كل هذا مجرد مصادفة، لكنه عندما راجع الصور التي التقطها بالكاميرا، رأى وجه الرجل ذو العيون السوداء، ينظر إليه مباشرة!
لم يستطع النوم لعدة أيام، وكلما حاول نسيان الأمر، كان يسمع همسات غامضة تناديه. قرر العودة إلى البئر للمرة الأخيرة، لكنه لم يكن وحده هذه المرة… كان هناك آخرون ينتظرونه.
الرجل الغامض (بصوت عميق): كنتَ تظن أن الأسرار ستُكشف بسهولة؟
حسن (متراجعًا): من أنت؟!
الرجل الغامض: أنا من يسأل الأسئلة هنا… والآن، إما أن تكمل الطريق، أو تبقى هنا للأبد.
الفصل الأخير: اللعنة تستمر
لم يُعرف ماذا حدث لحسن بعد تلك الليلة. كل ما تبقى منه كان كاميرته، التي وجدوها بالقرب من البئر، وبداخلها صورة أخيرة…
رجل يرتدي ملابس قديمة، بعيون سوداء عميقة، يبتسم ابتسامة باردة…
الخاتمة:
يظل بئر العافية أحد أكثر الأماكن غموضًا في صعيد مصر، وتبقى قصته محاطة بالأسرار. هل هي مجرد أسطورة؟ أم أن هناك شيئًا بالفعل ينتظر من يجرؤ على الاقتراب؟
💀 هل تجرؤ على زيارة البئر؟ 💀