شعر “عادل” وكأنه يسقط في الفراغ إلى ما لا نهاية، صرخ بأعلى صوته، لكن الصوت تلاشى في الظلام من حوله. فجأة، توقف سقوطه بشكل مفاجئ، وكأنه ارتطم بأرضية غير مرئية. فتح عينيه بحذر ليجد نفسه داخل غرفة غريبة، جدرانها متشققة ومليئة بالرسوم الغامضة، والمصابيح القديمة تتأرجح فوقه كأنها على وشك السقوط.
وقف ببطء وهو يتفحص المكان. كان هناك باب واحد فقط أمامه، وفوقه لوحة معدنية صدئة تحمل رقم “404”. شعر بقشعريرة تسري في جسده، لكنه تقدم بحذر نحو الباب ومدّ يده إلى المقبض.
بمجرد أن لامسه، انفتح الباب تلقائيًا بصوت مزعج، ليكشف عن ممر طويل مليء بالأبواب المغلقة. تنهد بعمق، متذكرًا كل أفلام الرعب التي شاهدها، وعرف أن اختياره لأي باب قد يكون مصيريًا.
بدأ بالسير عبر الممر، وعيناه تتنقلان بين الأبواب. كان كل باب يحمل رقمًا مختلفًا، لكن الغريب أن الأرقام لم تكن مرتبة، وكأنها موضوعة بطريقة عشوائية. فجأة، توقف عند باب يحمل الرقم “13”. كان مختلفًا عن البقية… فقد كانت هناك آثار خدوش عليه وكأن أحدهم حاول فتحه بالقوة.
حاول تجاهله، لكنه سمع صوت همسات خافتة خلفه. التفت بسرعة، لكنه لم يجد أحدًا. بدأ العرق يتصبب من جبينه، وشعر أن الهواء أصبح أثقل، كأن الغرفة نفسها تتنفس!
قرر المضي قدمًا بسرعة، حتى وصل إلى باب يحمل الرقم “0”. كان هذا الباب مفتوحًا جزئيًا، ومن خلفه، خرج ضوء خافت. تردد للحظة، لكنه كان يعلم أنه لا يستطيع البقاء في هذا المكان للأبد.
دفع الباب ودخل…
وجد نفسه في غرفة تشبه غرف الفنادق القديمة، بها سرير قديم ومرآة ضخمة على الحائط المقابل. كانت الغرفة تبدو وكأنها مهجورة منذ عقود، لكن الغريب أن هناك شمعة على الطاولة تشتعل وكأن شخصًا ما كان هنا منذ لحظات!
خطا نحو الطاولة بحذر، وعندما نظر في المرآة، تجمد الدم في عروقه…
لم يكن انعكاسه هو ما يراه في المرآة، بل كان هناك شخص آخر يشبهه تمامًا، لكنه كان يبتسم ابتسامة شريرة!
ثم نطق انعكاسه بصوت مخيف:
“مرحبًا بك في الغرفة 404… لا أحد يخرج من هنا أبدًا.”
وقبل أن يتمكن “عادل” من الهروب، امتدت يد من داخل المرآة وأمسكت به بقوة، وسحبته إلى داخلها!
نهاية القصة الثالثة… يتبع في القصة الرابعة! 😈🔥