عمارة الطاووس: لعنة الأحجار السوداء

حقيقة العمارة المسكونة التي لا يخرج منها أحد

## **مقدمة الغموض والرعب**

في قلب صعيد مصر، وسط مدينة قديمة يلفها الغموض، كانت هناك عمارة تُعرف بين السكان باسم “عمارة الطاووس”. كان الجميع يتجنبون الاقتراب منها، ويتحاشون الحديث عن أسرارها الغامضة. لسنوات، لم يبقَ فيها أحد طويلًا، حيث سُجلت حالات اختفاء وأحداث مريبة لم يستطع أحد تفسيرها. كان يقال إن العمارة مبنية فوق مقبرة قديمة، وإن الأرواح التي تسكنها لا تسمح لأي شخص بالعيش هناك بسلام.

### **الانتقال إلى العمارة الملعونة**

في إحدى ليالي الشتاء الباردة، وصل حسام وزوجته نادية إلى العمارة، يحملان معهما آمالًا ببداية جديدة. السعر الزهيد كان مغريًا، والشقة بدت مثالية، تطل على النيل وتتمتع بهواء نقي. لكن منذ اللحظة الأولى، شعر حسام بشيء غير مريح. كان البواب رجلًا عجوزًا ذا عينين مرعبتين، قال لهما بصوت خافت: “صلّوا كويس، العمارة دي مش عادية.”

لم يهتم حسام بكلام الرجل العجوز، لكنه لاحظ نظرات الجيران الغريبة، وكأنهم يراقبونهما بتوجس. بعد أول ليلة، بدأت الأمور تخرج عن السيطرة.

### **أحداث غامضة تتصاعد**

في منتصف الليل، استيقظ حسام على صوت حركة خفيفة داخل الشقة. لم يكن هناك أحد، لكن الكراسي تحركت من أماكنها، وكأن شخصًا غير مرئي كان يعبث بها. أما نادية، فبدأت ترى انعكاسات مشوهة في مرآة غرفة النوم. امرأة ترتدي ثوبًا أسود، تقف خلفها، تبتسم ابتسامة خبيثة.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد. في إحدى الليالي، سمعا طرقًا عنيفًا على الباب. عندما فتح حسام، لم يجد أحدًا، لكن أمامه كانت آثار أقدام مبللة تمتد من المدخل إلى غرفة النوم. في الصباح، وجدت نادية جدار المطبخ مغطى بخطوط عشوائية وكلمات غير مفهومة، كأن يدًا خفية كانت تكتب عليه.

### **اللغز الغامض في الطابق العلوي**

ذات ليلة، قررت نادية مواجهة مخاوفها والصعود إلى الطابق العلوي، حيث كانت تأتي الأصوات الغامضة. كان الباب مغلقًا بقوة، لكنه انفتح بمجرد أن لمسته. داخل الشقة، كان الهواء باردًا بشكل غير طبيعي، والجدران مليئة برموز غريبة محفورة بأحجار سوداء لامعة. وجدت على الأرض دفترًا قديمًا، مليئًا بكتابات بخط يد مرتجف تتحدث عن “لعنة” و”كيانات” لا يجب إيقاظها.

وفجأة، شعرت نادية بيد باردة تلامس كتفها. استدارت ببطء، وهناك، في زاوية الغرفة، رأت المرأة ذات الثوب الأسود. لكن هذه المرة، لم تكن انعكاسًا في المرآة، بل كيانًا حقيقيًا ينظر إليها بعيون فارغة. لم تستطع الصراخ، وكأن قوة غير مرئية كانت تخنقها.

صرخت نادية أخيرًا وهربت إلى السلالم، لكنها وجدت حسام واقفًا هناك، شاحب الوجه، يتمتم بجملة واحدة: “لقد استيقظوا… لن نخرج أبدًا.”

### **التحقيق في الماضي المظلم**

بعد أن ازداد الرعب، قرر حسام البحث في تاريخ العمارة. زار أحد كبار السن في الحي، والذي أخبره أن هذه الأرض كانت مقبرة قديمة منذ مئات السنين، وقبل بناء العمارة، تم نبشها واستخراج أحجار سوداء غريبة منها.

“الأحجار دي… مش عادية،” قال الرجل العجوز بصوت متهدج. “كل اللي حاولوا يشيلوها، حصل لهم حاجات بشعة. العمارة دي ملعونة.”

في هذه الأثناء، كانت نادية في المنزل عندما سمعت همسات تأتي من الجدران. اقتربت، فرأت شقوقًا تتفتح في الجدران، وكأن شيئًا ما يحاول الخروج منها. بدأت الجدران تنزف مادة سوداء لزجة، وبدأت الشقة تهتز.

### **الرعب يبلغ ذروته**

في الليلة التالية، اختفى حسام. استيقظت نادية لتجده جالسًا في الظلام، عيونه فارغة تمامًا. كان يتمتم بكلمات غير مفهومة، ويشير إلى الجدران. حاولت إيقاظه، لكنه ظل في مكانه، وكأنه ممسوس.

سمعت صوت باب الشقة ينفتح ببطء، رغم أنها أغلقته بإحكام. خرجت إلى الصالة، لتجد الكيان الأسود يقف هناك، يحدق بها.

“أنتِ الآن واحدة منا… لن تهربي،” قال بصوت متداخل، وكأنه مجموعة أصوات مجتمعة.

صرخت نادية بأعلى صوتها، ثم حل الظلام.

### **النهاية المغلقة: الحقيقة المروعة**

في صباح اليوم التالي، لم يكن هناك أي أثر لحسام أو نادية. جاءت الشرطة، لكن الشقة بدت وكأنها لم تُسكن منذ عقود. اختفى الأثاث، وتحولت الجدران إلى اللون الأسود، وكأن النيران أحرقتها.

بعد تحقيق طويل، استدعى المحققون البواب العجوز، لكنه هز رأسه بأسى وقال بصوت منخفض: “كلهم اختفوا، زي اللي قبلهم. محدش بيفلت من لعنة الأحجار السوداء. العمارة دي مش بيت… دي بوابة لعالم آخر.”

 

تم إغلاق العمارة رسميًا بأمر من السلطات، وتحولت إلى مكان مهجور لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه. لكن في الليالي المظلمة، لا يزال بعض المارة يسمعون أصوات همسات غريبة قادمة من الداخل، كأن الأرواح العالقة هناك لم تنسَ بعد الضحايا الذين التهمتهم.

وهكذا، أُغلقت أبواب “عمارة الطاووس”… لكن اللعنة لم تنتهِ.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

نعتذر ممنوع نسخ محتوى أطياف