آركاديا: لعنة الخلاص – الظلال التي تتحرك في الخفاء (الفصل الأول)

"البداية التي لم يكن ينبغي أن تحدث"

العالم لم يعد كما كان. المدن الساحلية اختفت تحت المياه المالحة، والغابات تحولت إلى أراضٍ قاحلة، والهواء أصبح أثقل، محمّلًا بجزيئات سامة. الجميع كان يعلم أن الأرض تحتضر، ولكن قلة فقط كانوا يعرفون أنها تحاول التخلص من البشر.

في قلب هذا الدمار، ظهرت شركة “آركاديا” كمنقذ للبشرية. بوعودها بإعادة التوازن للكوكب، أصبحت الأمل الأخير. كان الجميع يثق بها، إلا نورا.

كانت تجلس في مكتبها داخل البرج الزجاجي الضخم، تراقب شاشات العرض التي تملأ الغرفة. الأرقام تتغير بسرعة، والمخططات البيانية تتحرك باضطراب. شيء ما لم يكن منطقيًا.

  • آدم (يضع كوب قهوة أمامها): “إنتي مركزة أوي النهارده، شكلك اكتشفتي سر نووي!”
  • نورا (ببرود): “سر ممكن يكون أخطر من النووي، آدم.”
  • آدم (يرفع حاجبه): “إزاي يعني؟ المشروع ماشي زي الفل، نسبة التلوث نزلت ٣٠٪ في الشهور الأخيرة، وده إنجاز تاريخي.”
  • نورا (تشيح بعينيها عن الشاشة وتنظر إليه مباشرة): “بالظبط… وده اللي مخوفني.”
  • آدم (يضحك بسخرية): “إنتي غريبة يا نورا، المفروض نفرح مش نقلق!”
  • نورا (تخفض صوتها): “أنا مش هفرح بحاجة مش طبيعية، آدم. ده مش منطقي. معدل استعادة التوازن البيئي ماشي بسرعة مستحيلة. الأرض ما بتتعافاش كده.”

آدم توقف عن الضحك للحظة، وكأنه بدأ يفكر في كلامها بجدية.

  • آدم (بهدوء): “إنتي بتقولي إن “آركاديا” بتخبي حاجة؟”
  • نورا (بثبات): “أنا بقول إن الأرقام دي متلاعب فيها… أو إن فيه حاجة بتحصل تحت عنينا وإحنا مش شايفينها.”

اكتشاف غير متوقع

في تلك الليلة، بعد أن غادر معظم الموظفين، جلست نورا أمام شاشتها وبدأت البحث في قاعدة بيانات “آركاديا” السرية.

لم يكن الوصول إليها سهلًا، لكن نورا لم تكن مجرد مهندسة بيئية، بل كانت أيضًا عبقرية في تحليل البيانات وفك الشفرات.

ضغطت على ملف مغلق برمز سري، وحاولت كسره باستخدام أدواتها. بعد دقائق من المحاولات، ظهر أمامها ملف مسحوب حديثًا، عنوانه:

“تأثير التجربة – تصنيف سري للغاية”

نورا تجمدت في مكانها. “تجربة؟ أي تجربة؟”

فتحت الملف وبدأت تقرأ. عيناها اتسعتا مع كل سطر:

  • “المولدات الحيوية لا تقوم فقط بتنظيف الهواء…”
  • “تم تسجيل اختفاء طبقات كاملة من التربة تحت الأرض…”
  • “المواد النادرة يتم امتصاصها بمعدلات غير مسبوقة…”
  • “سلوك الكوكب غير متوقع – الأرض تستجيب بطريقة لم نكن مستعدين لها…”

نورا شعرت ببرودة زحفت إلى عمودها الفقري. ما الذي يحدث فعلًا؟ هل كانت “آركاديا” تفعل شيئًا خطيرًا دون علم العالم؟

الفيديو الغامض

وجدت مقطع فيديو مرفقًا بالتقرير، فتحت الملف، وظهر أمامها رجل ذو ملامح متوترة، يقف في منشأة مظلمة، يتحدث بسرعة كأنه خائف من شيء ما.

  • الرجل (بصوت منخفض ومضطرب): “لو حد شاف الفيديو ده… لازم يعرف إن “إعادة التوازن” مش اللي فاكرينه.”
  • الرجل (يحدّق في الكاميرا): “إحنا مش بنصلح الكوكب… إحنا بنحول التلوث لمكان تاني… حاجة تحت الأرض… حاجة بدأت تتحرك…”
  • الرجل (بهمس مرتعش): “أنا مش عارف إيه اللي عملناه، بس الأرض… مش بتتعافى، الأرض بترد علينا!”

ثم انقطع الفيديو فجأة.

نورا شعرت بقلبها يدق بعنف. هذا لم يكن مجرد مشروع بيئي، كان هناك شيء آخر يحدث تحت السطح.

المواجهة غير المتوقعة

قبل أن تستوعب ما قرأته، شعرت بحركة خلفها. التفتت بسرعة ورأت ظلًا يقف عند باب المختبر.

  • آدم (بصوت هادئ لكن حازم): “إنتي مش مفروض تشوفي ده، نورا.”

عينا نورا اتسعتا بصدمة.

  • نورا (بصوت خافت): “إنتَ كنت بتراقبني؟”
  • آدم (يقترب منها ببطء): “أنا بحاول أحميكي، نورا. في حاجات… مش المفروض تعرفيها.”

في تلك اللحظة، أدركت نورا أن الأمر أخطر مما كانت تتخيل.

  • نورا (بغضب): “إنتَ كنت تعرف؟”
  • آدم (يتنهد، يشيح بوجهه): “مش كل حاجة… لكني عرفت كفاية علشان أعرف إن اللي بتعمليه دلوقتي ممكن يقتلك.”
  • نورا (بتحدي): “أو ممكن ينقذ العالم.”

آدم نظر إليها للحظة، وكأنه يمزق بين ولائه لـ”آركاديا” وبين الحقيقة التي بدأت تظهر أمامه.

  • آدم (بصوت منخفض لكنه جاد): “لو كنتِ عايزة تكملي في الطريق ده… لازم تكوني مستعدة للثمن.”

قبل أن ترد عليه، انطلقت صفارات الإنذار في المبنى.

“اختراق أمني – جميع الموظفين إلى مواقعهم فورًا.”

نورا حدقت في الشاشة، حيث ظهرت عبارة جديدة:

“تحديد موقع غير مصرح به – تتبع النشاط.”

شعرت بقطرات عرق باردة على جبينها. لقد اكتشفوا وجودها.

  • آدم (يمسك بذراعها فجأة): “لازم نهرب… دلوقتي حالًا!”

نورا نظرت إليه، قلبها ينبض بسرعة.

  • نورا (بهمس متوتر): “إحنا هربانين من إيه بالظبط، آدم؟”
  • آدم (بصوت منخفض، ونظراته تحمل ظلال خوف حقيقي): “مش من إيه… من مين.”

وهنا، بدأ الكابوس الحقيقي.


🔥 الفصل الثاني قادم قريبًا… الأحداث ستتصاعد، والأسرار ستنكشف! 🔥

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

نعتذر ممنوع نسخ محتوى أطياف