الطريق إلى المقبرة الملعونة

لقد اخترتك... لا مفر بعد الآن

كان “كريم” يقود سيارته في طريق مظلم بين الجبال، عندما لمح لافتة خشبية قديمة تحمل كلمات باهتة: “المقبرة الملعونة – لا تدخل”. شعر بقشعريرة تسري في جسده، لكنه تجاهل اللافتة واستمر في طريقه، حتى تعطلت سيارته فجأة.

نزل من السيارة ليتفقد المحرك، لكن الظلام كان حالكًا، والهدوء مشؤومًا. أخرج هاتفه ليستخدم الكشاف، لكنه اكتشف أن البطارية فارغة. تردد للحظة، ثم قرر السير على قدميه بحثًا عن مساعدة.

خطا بحذر عبر الغابة الكثيفة، حتى لمح ضوءًا خافتًا يتراقص بين الأشجار. اقترب ببطء، فوجد كوخًا خشبيًا يبدو مهجورًا. طرق الباب، لكن لم يجبه أحد. حاول فتحه فصدر صرير مخيف. دخل بخطوات مترددة، فوجد طاولة قديمة وعليها مصباح زيتي لا يزال مشتعلًا.

فجأة، سمع صوت خطوات قادمة من الطابق العلوي. توقف قلبه للحظة، لكنه حاول تهدئة نفسه قائلاً: “ربما هناك أحد يعيش هنا.” صعد السلم المتهالك بحذر، حتى وجد بابًا موصدًا.

مد يده ليفتحه، لكنه انفتح فجأة من تلقاء نفسه. ارتجف جسده عندما رأى غرفة مليئة بالصور القديمة، كلها تحمل وجوه أشخاص مذعورين. كان هناك مرآة كبيرة في الزاوية، وعندما نظر إليها، رأى خلفه ظلًا أسود طويلًا بعينين متوهجتين.

التفت بسرعة، لكن لم يكن هناك أحد. شعر بأنفاس باردة تلفح رقبته، ثم همس صوت غريب خلفه: “لم يكن يجب أن تأتي…”.

أراد الهروب، لكن الباب أغلق بقوة خلفه. بدأ يسمع همسات غامضة تتردد في أرجاء الغرفة، وكأن عشرات الأرواح تحاصره. ركض نحو النافذة محاولًا كسرها، لكنها لم تتحطم.

في تلك اللحظة، شعر بيد باردة تمسك كتفه بقوة. التفت ليجد وجهًا شاحبًا مشوهًا ينظر إليه بعينين دامعتين. صرخ بكل قوته، لكنه لم يسمع صوته، وكأن المكان قد ابتلع صرخته.

فجأة، استيقظ ليجد نفسه جالسًا داخل سيارته، والمطر يهطل بغزارة. نظر حوله، فوجد اللافتة ذاتها أمامه، لكن هذه المرة كانت الكلمات أكثر وضوحًا: “من يدخل لا يعود”. حاول تشغيل السيارة، لكنها كانت تعمل بشكل طبيعي هذه المرة.

انطلق مبتعدًا بأقصى سرعة، وعندما نظر في مرآة السيارة، رأى انعكاس ظل أسود يجلس في المقعد الخلفي.

وقبل أن يتمكن من الصراخ، امتدت يد شاحبة من الظل وأغلقت المرآة ببطء، ثم سمع همسة باردة تهمس في أذنه: “لقد اخترتك… لا مفر بعد الآن.”

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

نعتذر ممنوع نسخ محتوى أطياف