سلسلة الرعب: لعنة البيت المهجور.. الجزء الخامس والأخير” كسر اللعنة”

يجب أن يواجه الضحية انعكاسه

ظل “عادل” يحدق في قطع الزجاج المتناثرة على الأرض، وهو يلهث من هول الصدمة. انعكاسه في شظايا المرآة لم يكن مجرد صورة، بل كان يتحرك بطريقة مستقلة، يبتسم له بسخرية وكأنه ما زال عالقًا في ذلك العالم المظلم.

لكن هذه المرة، لم يكن “عادل” مستعدًا للهرب أو الاستسلام. نهض وهو يتنفس بصعوبة، وبدأ يبحث في الغرفة عن أي شيء يمكن أن يساعده على إنهاء هذه اللعنة. في زاوية الغرفة، لاحظ كتابًا قديماً مغطى بالغبار، لم يكن موجودًا من قبل. التقطه بحذر ونفض عنه الغبار ليجد عنوانه مكتوبًا بحروف باهتة:

“مرآة الأرواح الضائعة”

قلب صفحاته بسرعة، حتى وصل إلى فصل بعنوان “كسر الحلقة”. قرأ بصوت مرتجف:

“لكسر لعنة المرآة، يجب أن يواجه الضحية انعكاسه ويستعيد ظله قبل فوات الأوان. إذا لم يتم ذلك، سيظل محبوسًا في العالم الآخر إلى الأبد.”

لم يفهم معنى استعادة ظله، لكنه لم يكن يملك خيارًا سوى المحاولة. جمع قطع الزجاج المحطمة من المرآة، وحمل القطعة الأكبر منها، ونظر فيها مرة أخرى. انعكاسه في الزجاج ابتسم له، لكن هذه المرة لم يكن ساخرًا… بل كان غاضبًا!

فجأة، خرجت يد سوداء من الانعكاس وحاولت الإمساك به، لكنه تفاداها بسرعة. شعر بطاقة غريبة تنبعث من المرآة وكأنها تحاول امتصاصه مرة أخرى. تذكر ما قرأه في الكتاب، فأدرك أن عليه مواجهة هذا الكيان الشرير دون خوف.

وقف بثبات ونظر إلى انعكاسه مباشرةً، ثم قال بصوت قوي:
“أنت لست أنا! أنت مجرد وهم، مجرد ظل من ماضٍ ملعون. أنا أستعيد حياتي الآن!”

بدأت المرآة تهتز بقوة، وظهر ضوء ساطع من داخلها. انعكاسه صرخ بغضب، وبدأت صورته تتشوه وكأنها تحترق! ارتفعت الرياح داخل الغرفة، وصوت الصراخ تردد في كل مكان، لكن “عادل” ظل ثابتًا، ممسكًا بقطعة الزجاج في يده.

في اللحظة الأخيرة، رمى قطعة الزجاج بقوة على المرآة المكسورة، مما جعلها تتحطم بالكامل إلى غبار أسود تلاشى في الهواء.

شعر فجأة بخفة في جسده، وكأنه تحرر من عبء ثقيل. الغرفة التي كانت مليئة بالظلام بدأت تتلاشى، وحل مكانها ضوء مشرق. وعندما فتح عينيه مرة أخرى، وجد نفسه واقفًا أمام الفيلا المهجورة… لكن هذه المرة، لم تكن كما كانت من قبل.

أصبحت الفيلا مجرد أطلال، والجدران المتداعية كانت مغطاة بالنباتات، وكأنها مهجورة منذ قرون. لم يكن هناك أي أثر للشر أو الظلام، فقط صوت الرياح اللطيفة بين الأشجار.

تنفس “عادل” بعمق، وأدرك أنه قد نجح. لقد كسر اللعنة، وعاد كل شيء إلى طبيعته. خرج من المكان بسرعة، وهو يشعر بأنه قد عاد إلى العالم الحقيقي أخيرًا.

وعندما نظر إلى السماء الصافية، ابتسم لأول مرة منذ وقت طويل… فقد انتهى الكابوس، وعاد الخير ليُبدد ظلال الشر.

نهاية القصة… وبداية جديدة لعادل. 😊🔥

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

نعتذر ممنوع نسخ محتوى أطياف