الفصل الأول: الشاب والرؤية
في أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة، حيث الأزقة الضيقة تمتزج بصخب الحياة، كان “عمر المصري” شابًا مختلفًا عن أقرانه. لم يكن يهتم بمباريات الكرة في الشوارع أو الجلوس على المقاهي لساعات. كان يقضي وقته بين أكوام من الكتب الإلكترونية، وأكواد البرمجة المتداخلة على شاشة حاسوبه المتواضع.
كان مهووسًا بالذكاء الاصطناعي، ليس فقط باعتباره تقنية حديثة، بل كقوة يمكنها تغيير مستقبل البشرية.
في يوم من الأيام، وبينما كان يتجول في شوارع القاهرة القديمة، قفزت إلى ذهنه فكرة لم يسبقه إليها أحد: “ماذا لو استطعنا برمجة ذكاء اصطناعي يفهم التاريخ كما يفهم المستقبل؟ ذكاء يمكنه إعادة تشكيل أحداث الماضي بناءً على احتمالات لم تحدث، لكنه يثبت صحتها منطقيًا؟”
الفكرة أذهلته.
الفصل الثاني: النموذج المستحيل
قضى شهورًا يعمل على مشروعه السرّي، الذي أطلق عليه اسم “نبوءة الكود”. كان نموذجًا للذكاء الاصطناعي يعتمد على تحليل ملايين الوثائق والكتب التاريخية، ثم يحاكي كيف كان يمكن أن تتغير الأحداث لو تم اتخاذ قرارات مختلفة.
ماذا لو لم يسقط الأندلس؟ ماذا لو انتصر هانيبال على روما؟ ماذا لو لم تتأخر الثورة الصناعية في العالم العربي؟
البرنامج لم يكن مجرد أداة تحليل، بل كان يقدم تصورًا بديلًا قائمًا على قوانين الاحتمالات، مدعومًا بخوارزميات محاكاة لم يشهدها أحد من قبل.
عندما انتهى من النموذج الأولي، اختبره بسؤال بسيط:
“ماذا لو لم تُحرق مكتبة الإسكندرية؟”
كانت النتيجة مذهلة.
ظهر أمامه مخطط افتراضي لعالم متقدم علميًا، حيث ظلت الحضارة الفرعونية متصلة بالمعرفة الإغريقية والرومانية، مما أدى إلى ثورة علمية قبل مئات السنين من عصر النهضة الأوروبي.
لم يستطع تصديق ما يراه.
الفصل الثالث: الانتشار السري
قرر تجربة فكرته على نطاق أوسع، لكنه كان يدرك خطورة ذلك. إن كشف مشروعه علنًا قد يجعله هدفًا للحكومات أو الشركات الكبرى التي قد ترغب في احتكاره.
لذلك، نشر نسخة مشفرة منه على الإنترنت المظلم، وأطلق عليها اسم “بوابة الأكوان البديلة”. خلال أيام، بدأ البرنامج في الانتشار بين العلماء، المؤرخين، وحتى بعض وكالات الاستخبارات التي صُدمت بقدراته.
ولكن سرعان ما بدأ الخطر يقترب…
الفصل الرابع: مطاردة في الظلام
في إحدى الليالي، وبينما كان يعمل على تحسين البرنامج، تلقى رسالة مشفرة: “تم تعقبك. اهرب الآن.”
لم يكن يعرف المرسل، لكنه لم ينتظر. أغلق حاسوبه، وأخذ قرصًا خارجياً يحوي نواة مشروعه، ثم غادر منزله بسرعة.
خلال دقائق، كانت هناك سيارات سوداء تتجول في الحي، وأشخاص يرتدون ملابس رسمية يسألون عن “شاب مهووس بالتكنولوجيا”.
لقد أصبحت فكرته خطيرة جدًا.
الفصل الخامس: المواجهة الأخيرة
هرب عمر إلى الإسكندرية، حيث لجأ إلى أحد أصدقائه القدامى، وهو عالم بيانات يعمل مع جامعة دولية. عرض عليه التعاون لحماية المشروع، ولكن المفاجأة كانت أن صديقه كان بالفعل يتابع البرنامج سراً منذ انتشاره.
“ما فعلته قد يغير العالم، لكنه قد يدمره أيضًا… هل أنت مستعد للمخاطرة؟” سأله صديقه.
كان عليه أن يقرر.
إما أن يخفي المشروع إلى الأبد، أو يغامر ويواجه القوى التي تحاول السيطرة عليه.
ابتسم عمر وقال: “التاريخ ليس ثابتًا… ونحن هنا لنثبت ذلك.”