في ليلةٍ مظلمة وباردة، وصل “عمر” إلى فندقٍ صغيرٍ على أطراف المدينة بعد رحلةٍ شاقة. أراد قضاء ليلةٍ هادئة قبل مواصلة طريقه، فاستقبله موظف الفندق العجوز بنظرة غريبة وهمس له بصوت منخفض:
“الغرفة 306… لا تفتح النافذة بعد منتصف الليل.”
لم يهتم عمر بتحذيره كثيرًا، صعد إلى الغرفة وأغلق الباب خلفه. كانت الغرفة تبدو طبيعية، لكن جوّها كان ثقيلًا بشكلٍ غريب. لم يستغرق الأمر طويلًا حتى بدأ يسمع همساتٍ خافتة قادمة من جهة النافذة المغطاة بستائر سميكة.
عندما دقت الساعة الثانية عشرة تمامًا، شعر بشيء يجذبه نحو النافذة. لم يستطع مقاومة الفضول، فاقترب بحذر وأزاح الستائر ببطء. كانت الساحة الخارجية مظلمة، إلا من ضوء القمر الخافت… لكن فجأة، رأى فتاة شاحبة الوجه تقف هناك، تحدّق به بعينين خاويتين!
جمده الرعب في مكانه، لكنها بدأت تتحرك نحوه ببطء، ليس عبر المشي، بل وكأنها تنزلق فوق الأرض دون أن تحرك قدميها!
أغلق عمر النافذة بسرعة وأخذ يلهث، لكن الغرفة بدأت تهتز، والمرآة المقابلة للسرير تشققت من تلقاء نفسها. فجأة، انطفأت الأضواء تمامًا، وساد الظلام الدامس.
سمع أنفاسًا خلفه! لم يجرؤ على الالتفات، لكن عندما نظر إلى المرآة، رأى انعكاس الفتاة خلفه مباشرة! همست بصوتٍ مخيف:
“لقد فتحت النافذة… الآن، لن تخرج من هنا أبداً!”
بدأت الغرفة تتغير بشكلٍ مخيف، الجدران تهتز، الأثاث يتحرك وحده، والنافذة انفتحت مجددًا رغم أنه أغلقها. شعر بشيء يسحبه نحوها وكأن قوة خفية تحاول إلقاءه للخارج!
تمسك بحافة السرير محاولًا المقاومة، لكنه رأى في المرآة أن وجهه لم يعد وجهه… بل أصبح شاحبًا كوجه الفتاة، وعيناه تحولت إلى حفرتين سوداويتين!
في اللحظة الأخيرة، أمسك بمصباح الطاولة وقذفه على المرآة، فتحطمت إلى قطع صغيرة. فجأة، اختفى كل شيء، عادت الغرفة إلى طبيعتها وكأن شيئًا لم يكن.
أسرع إلى الباب، وجده مفتوحًا، فركض خارجًا وهبط الدرج. عندما وصل إلى موظف الاستقبال، كان يلهث من الخوف. نظر إليه الموظف بهدوء وسأله بصوتٍ مريب:
“فتحت النافذة، أليس كذلك؟”
لم يستطع عمر الإجابة، لكن الموظف تابع قائلاً:
“أنت محظوظ… القليلون فقط ينجون في الليلة الأولى.”
شعر عمر بالقشعريرة تسري في جسده، وعندما نظر إلى الجدار، رأى صورة قديمة للفندق. اقترب ليرى تفاصيلها، وإذا به يرى نفس الفتاة الشاحبة، تقف عند مدخل الفندق، وعيناها تحدّقان فيه مباشرة… وكأنها تراقبه منذ البداية!
لماذا يجب عليك قراءة هذه القصة؟
إذا كنت من عشاق قصص الرعب والقصص الغامضة، فهذه القصة تأخذك في رحلةٍ مرعبة إلى فندقٍ مسكون بأسرارٍ مخيفة. ستعيش لحظات من الترقب والخوف حتى آخر كلمة!